Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Présentation

  • : الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ
  • : Tunisie, Monde Arabe, Photographie, Art, Islam,Philosopie
  • Contact

Profil

  • الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ
  • Tant que mes jambes me permettent de fuir, tant que mes bras me permettent de combattre, nulle crainte : je puis agir. Mais lorsque mes mains et mes jambes se trouvent emprisonnées dans les fers des préjugés, alors je frissonne, je pleure...
  • Tant que mes jambes me permettent de fuir, tant que mes bras me permettent de combattre, nulle crainte : je puis agir. Mais lorsque mes mains et mes jambes se trouvent emprisonnées dans les fers des préjugés, alors je frissonne, je pleure...

Recherche

Archives

Catégories

16 avril 2012 1 16 /04 /avril /2012 16:56

جاء الأمر التشريعى بأن الخمار يغطى الصدر وليس الرأس والوجه والشعر (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) ( النور 31 )، جاء أمرا ضمن أوامر أخرى فى نفس الآية ، وهى تخضع كلها لقاعدة تشريعية هى التحذير من الاقتراب من الزنا ، وليس مجرد الزنا ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) ( الاسراء 32 ). والعادة أن المقصد الأسمى هو التقوى. 

مالذي فعله الدين السنى فى درجات التشريع الاسلامى هنا ؟ 

قام بالتركيز على الخمار فأصبح ( حجابا ) مخالفا لمعنى كلمة حجاب ومشتقاتها فى القرآن الكريم والتى تعنى العازل أو الستارة ، ثم حوّله الى تدين سطحى مظهرى يغلفه الرياء والتظاهر والنفاق ، والاتهام الضمنى للأخريات بعدم التمسك بالدين. ثم بالغوا فى الحجاب فأصبح نقابا يعبئ المرأة فى كيس تنظر منه الى العالم خلال ثقب أو ثقبين . هذا التطرف فى الأمر بالخمار وتحويله الى نقاب أتاح للمرأة إذا أرادت الزنا أن تفعل ما تشاء دون أن يتعرف عليها أحد . أى أن التطرف فى الأمر أضاع القاعدة التشريعية وأضاع المقصد التشريعى.

مقتبس من مقالات التأصيل القراني - دكتور أحمد صبحي منصور 

Partager cet article
Repost0
16 avril 2012 1 16 /04 /avril /2012 06:29

 

الجبرية هي الثقافة التى ترَسّخُ فى الأذهان الاعتقاد بأن إرادة الله هى التى سلّطت على العبيد الظلم بسبب ذنوبهم ، وأن الاعتراض على الظالم والظلم هو اعتراض على المشيئة الالهية ، وأن انتقاد الظالم هو اعتراض على القدر الالهى. إنها الجبرية التى برع فيها الأمويون واضعي الدين السّنى و صانعي الأحاديث التى توجب السمع والطاعة للحاكم وأن طاعة سلطان غشوم خير من فتنة تدوم ، وانه لا يجوز الخروج على الحاكم مهما فعل. لهذا يسعى كل المستبدون لترويج الى هذه الثقافة حتى يعتنق المجتمع ثقافة العبيد و يؤمن أن البؤس الذى يعيش فيه قدر إلاهيا لا فكاك منه  وأنه من سنن الحياة حتى يرضى بالظلم  و لا يثور.

يعمل فقهاء الدين السّنى على تقعيد الاستكانة والرضى بالاستبداد من خلال تحكيم الشريعة و أقامة الخلافة حتى ينتشر ظل اللـه في الأرض وينطق الخليفة بلسـانه ،ويضرب بسـيفه ،وينهب باسمه و بعدها يصبح كل معارض سياسي يتجرأ على نقد ممثل الله فى الأرض كافر و زنديق مباحا دمه.

الحاكم الذى يدعى تطبيق الشريعة هو حاكم مقدس فى اعتقاد الجبرية و حتى ان كان مستبد فهو يمثل إرادة الله في الأرض ،فلا تجوز معارضـته سـياسيا.

يقف ضد الجبرية أحرار المسلمين الذين سموهم : القدرية. أولئك الأحرار قالوا - لا قدر والأمر أنف - أى إن الظلم ليس بقدر الله ولكن رغم أنوف الناس ،أى بقهر الناس. هذه هى (القدرية) أو مذهب الارادة الانسانية الحرة الذى يوجب مقاومة الظلم لأنه فعل بشرى وليس إرادة إلاهية ،ولأن الله جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين وقد حرّم الظلم وفرض مقاومته واعتبره كفرا فى السلوك ، وإذا تم تسويغه بمبرر دينى أصبح أيضا كفرا فى العقيدة.

Partager cet article
Repost0
2 avril 2012 1 02 /04 /avril /2012 12:12

يقول الله تعالي : الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

تمتع المنافقون بحريتهم فى المعارضة السياسية والدينية بلا حدّ اقصى فى القول وفى الفعل والحركة فى الدولة المحمدية بقيادة النبى محمد عليه السلام ، طالما لا يرفعون سلاحا. كانت لهم حرية التجول للدعوة لدينهم المخالف للإسلام ،أى يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف . وفى المقابل وردّا عليهم تكونت جماعات من المؤمنين كانت تطوف بالمدينة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

وشاركت النساء فى هذا النشاط الدينى والسياسى ، فكانت المنافقات مع المنافقين بينما كانت المؤمنات مع المؤمنين. والله جل وعلا وعد أهل النفاق بما يستحق يوم القيامة : وَعَدَ اللَّه الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ , وعد أهل الإمان بما يستحق يوم القيامة : وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.

المنافقين استغلوا الحرية المتاحة لهم الى أقصى درجة ، حتى نسوا أنهم ليسوا فى السلطة ، بل هم معارضة ، وأن السلطة هى التى أقرّت حقوقهم وحريتهم الدينية والسياسية ، ومع ذلك فهم يخرجون عليها بمظاهرات تنادى بالأمر بالمنكر والنهى عن المعروف. هذا مع إن المعروف الذى تتمسك به دولة النبى هو العدل والقسط والإحسان والحرية المطلقة فى الدين وفى الدعوة وفى الرأى والفكر وفى التظاهر والاعتراض  السلمى. هذا مع أن المنكر الذى تنهى عنه دولة النبى عليه السلام هو الإكراه فى الدين والظلم والبغى والعدوان . أى يعترض المنافقون على مبدأ الحرية الذى يتمتعون به ، ويأمرون بالمنكر ومنه الإكراه فى الدين ، الذى لو تم تطبيقه سيكونون أول ضحاياه.

و نسى و تناسى المنافقون هذا لأنهم كرهوا القرآن وكرهوا دين الاسلام ، لذا نسوا مصلحتهم وحاربوا الدين الذى كفل حريتهم وحفظ كرامتهم وحقوقهم ، أى عاقبهم الله جل وعلا  بما اختاروه لأنفسهم ، أو بالتعبير القرآنى : نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ  - وفى النهاية فهم فاسقون : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ - ومصيرهم الى نار جهنم : وَعَدَ اللَّه الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ.

وإذا كان المنافقون وهم خارج السلطة يتظاهرون ضد القيم العليا فى الاسلام ، وهى التى تحفظ حريتهم وكرامتهم ـ فكيف بهم إذا كانوا فى السلطة ؟ بالتأكيد سيكونون مستبدين ، يفرضون الظلم والفساد والإكراه فى الدين ، وهذا ما نره الآن ما تفعله الوهابية فى الجزيرة العربية والمملكة السعودية ، وما يطمح فى تطبيقه السلفيون فى مصر هو (أمر بالمنكر ونهى عن المعروف) أى يتشابه مع ما كان يفعله منافقو الصحابة فى المدينة ، مع أن الوهابيين فى السعودية وأتباعهم فى العالم يزدادون تطرفا وكفرا وفسقا عن منافقى الصحابة.

اقتباس من كتاب أحمد صبحي منصور : الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بين الاسلام والمسلمين : دراسة أصولية تاريخية

Partager cet article
Repost0
9 mars 2012 5 09 /03 /mars /2012 08:30

 

أصدر الأزهر في جانفي 2012 وثيقة "الحريات الأساسية" التي تعبر عن رؤية المؤسسة الدينية بالتعاون مع المثقفين والمفكرين لتلك الحريات، لتكون أساسا للدستور الجديد.

وعقد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن الوثيقة التي تتضمن حرية العقيدة و الرأي والتعبير والبحث العلمي والفن والإبداع الأدبي ،لتكون أساسا يتضمنه الدستور الذي سيتم إعداده.

نص وثيقة الأزهر للحريات

يتطلع المصريون، والأمة العربية والإسلامية، بعد ثورات التحرير التي أطلقت  الحريات، وأَذكَت رُوح النّهضة الشاملة لدى مختلف الفئات، إلى علماء الأمّة ومفكِّريها المثقفين، كَي يحددوا  العلاقة بين المبادئ الكلية للشريعة الإسلامية السمحاء ومنظومة الحريّات الأساسية التي أجمعت عليها المواثيق الدّولية، وأسفرت عنها التجربة الحضارية للشعب المصري، تأصيلًا لأسُسِها، وتأكيدًا لثوابتها، وتحديدًا لشروطها التي تحمى حركة التطور وتفتح آفاق المستقبل. وهي حرية العقيدة وحرية الرأي والتعبير، وحرية البحث العلمي، وحرية الإبداع الأدبي والفني، على أساس ثابت من رعاية مقاصد   الشريعة الغراء، وإدراك روح التشريع الدستوري الحديث، ومقتضيات التقدم المعرفي الإنساني، بما يجعل من الطاقة الرّوحية للأمّة وقودا للنهضة، وحافزًا للتقدم، وسبيلًا للرُّقىّ المادي والمعنويّ، في جهد موصول يتسق فيه الخطاب الثقافي الرشيد مع الخطاب الديني المستنير، ويتآلفان معًا في نسق مستقبلي مُثمِر، تتحد فيه الأهداف والغايات التي يتوافق عليها الجميع.

ومن هنا فإن مجموعة العلماء الأزهريين والمثقّفين المصريّين الذين  أصدروا وثيقة الأزهر الأولى برعاية من الأزهر الشريف، وأَتبعوها ببيانِ دَعْمِ حراك الشعوب العربية الشقيقة نحو الحرية و الديمقراطية - قد واصلوا نشاطهم وتدارسوا فيما بينهم القواسم الفكرية المشتركة في منظومة الحريات والحقوق الإنسانية، وانتهوا إلى إقرار جملةٍ من المبادئ والضّوابط الحاكمة لهذه الحريات، انطلاقًا من متطلبات اللحظة التاريخية الراهنة، وحفاظًا على جوهر التوافق المجتمعي، ومراعاة للصالح العام في مرحلة التحول الديموقراطي، حتى تنتقل الأمّة إلى بناء مؤسساتها الدّستورية بسلامٍ واعتدال وتوفيقٍ من الله تعالى.وبما لا يسمح بانتشار بعض الدعوات المغرضة، التي تتذرع بحجة الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتدخل في الحريات العامة والخاصة الأمر الذي لا يتناسب مع التطور الحضاري والاجتماعي لمصر الحديثة، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى وحدة الكلمة والفهم الوسطي الصحيح للدين والذي هو رسالة الأزهر الدينية ومسؤوليته نحو المجتمع والوطن.

أولاً : حـــريّة العقيدة

تُعتَبر حريّةُ العقيدة ،وما يرتبط بها من حقِّ المواطنة الكاملة للجميع، القائم على المساوة التامة في الحقوق والواجبات حجرَ الزّاوية فى البناء المجتمعي الحديث، وهي مكفولةٌ بثوابت النصوص الدِّينية القطعيّة وصريح الأصول الدستورية والقانونية، إذ يقول المولى عز وجل : لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ - ويقول : فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ -  ويترتّب على ذلك تجريم أي مظهر للإكراه في الدين، أو الاضطهاد  أو التمييز بسَبَبِه، فلكلِّ فردٍ في المجتمع أن يعتنق من الأفكار ما يشاء، دون  أن يمس حقّ المجتمع في الحفاظ على العقائد السماوية، فللأديان الإلهية الثلاثة  قداستها، وللأفراد حريّة إقامة شعائرها دون عدوان على مشاعر بعضهم أو مساس بحرمتها  قولاً أو فعلاً ودون إخلال بالنظام العام .

ولما كان الوطن العربي مهبطَ الوَحي السماوي وحاضن الأديان الإلهية – كان    أشدّ التزاما برعاية قداستها واحترام شعائرها وصيانة حقوق المؤمنين بها في حرية وكرامة وإخاء .

ويترتّب على حـــق حرية الاعتقاد التسليم بمشروعية التعدد ورعاية حق الاختلاف ووجوب مراعاة كل مواطن مشاعر الآخرين والمساواة بينهم على أساسٍ متينٍ من المواطنة والشراكة وتكافؤ الفرص  في جميع الحقوق والواجبات.

كما يترتب أيضًا على احترام حرية الاعتقاد رفض نزعات الإقصاء والتكفير، ورفض التوجهات التي تدين عقائد الآخرين ومحاولات التفتيش في ضمائر المؤمنين بهذه العقائد، بناء على ما استقرَّ من نظم دستورية بل بناء على ما استقر – قبل ذلك -  بين علماء المسلمين من أحكام صريحة قاطعة قرّرتها الشريعة السمحاء  في الأثر النبوي الشريف : (هلا شققتَ عن قلبه) والتي قررها إمام أهل المدينة المنورة الإمام مالك والأئمة الأخرون بقوله : " إذا صدر قول من قائل  يحتمل الكفر من مئة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد، حُمِلَ على الإيمان ولا يجوز حَمْلُه على الكفر " وقد أعلى أئمة الاجتهاد والتشريع  من شأن العقل فى الإسلام، وتركوا لنا قاعدتهم الذهبية التي تقرر أنه : " إذا تعارض العقل والنقل قُدَّم العقل وأُوِّل النقل " تغليباً للمصلحة، المعتبرة وإعمالاً لمقاصد الشريعة.

ثانياً: حرية الرأي والتعبير

حرية الرأي هي أم الحريات كلها، وتتجلى في التعبير عن الرأي تعبيرًا حرًّا بمختلف وسائل التعبير من كتابة وخطابة وإنتاج فني وتواصل رقمي، وهي مظهر الحريات الاجتماعية التي تتجاوز الأفراد لتشمل غيرهم مثل تكوين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، كما تشمل حرية الصحافة والإعلام المسموع والمرئي والرقمي، وحرية الحصول على المعلومات اللازمة لإبداء الرأي، ولابد أن تكون مكفولة بالنصوص الدستورية لتسمو على القوانين العادية القابلة للتغيير. وقد استقرت المحكمة الدستورية العليا في مصر على توسيع مفهوم حرية  التعبير ليشمل  النّقد البنَّاء ولو كان حاد العبارة ونصت على أنه " لا يجوز أن تكون حرية التعبير في القضايا العامة مقيدة بعدم التجاوز، بل يتعين التسامح فيها" لكن من الضروري أن ننبه إلى وجوب احترام عقائد الأديان الإلهية الثلاثة وشعائرها لما في ذلك من خطورة على النسيج الوطني والأمن القومي. فليس من حق أحد أن يثير الفتن الطائفية  أو النعرات المذهبية باسم حرية التعبير، وإن كان حق الاجتهاد بالرأي العلمي المقترن بالدليل، وفي الأوساط المتخصصة، والبعيد عن الإثارة مكفولاً كما سبق القول في حرية البحث العلمي .

ويعلن المجتمعون أن حرية الرأي والتعبير هي المظهر الحقيقي للديمقراطية، وينادون بتنشئة الأجيال الجديدة وتربيتها على ثقافة الحرية وحق الاختلاف واحترام الآخرين، ويهيبون بالعاملين في مجال الخطاب الديني والثقافي والسياسي في وسائل الإعلام مراعاة هذا البعد المهم في ممارساتهم، وتوخي الحكمة في تكوين رأي عام يتسم بالتسامح وسعة الأفق ويحتكم للحوار ونبذ التعصب، وينبغي لتحقيق ذلك استحضار التقاليد الحضارية للفكر الإسلامي السمح الذي كان يقـــول فيه أكابر أئمة الاجتهاد: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" ومن ثم فلا سبيل لتحصين حرية الرأي سوى مقارعة الحجة بالحجة طبقًا لآداب الحــــوار، وما اســـتـقرت عليه الأعراف الحضارية في المجتمعات الراقيــة.

ثالثاً :حرية البحث العلمي

 يُعَدُّ البحث العلميّ الجادّ في العلوم الإنسانية والطبيعية والرياضيــة وغــيرها، قاطرة التقدم البشري، ووسيلة اكتشاف سنن الكون ومعرفة قوانينه لتسخيرها لخير الإنسانية، ولا يمكن لهذا البحث أن يتم ويؤتي ثماره النظرية والتطبيقية دون تكريس طاقة الأمّة له وحشد إمكاناتها من أجله. ولقد أفاضت النصوص القرآنية الكريمة في الحث على النظر والتفكر والاستنباط والقياس والتأمل في الظواهر الكونية والإنسانية لاكتشاف سننها وقوانينها، ومهدت الطريق لأكبر نهضة علمية في تاريخ الشرق، نزلت إلى الواقع وأسعدت الإنسان شرقاً وغرباً، وقادها علماء الإســـلام ونقلوا شعلتها لتضيء عصر النهضة الغربية كما هو معروف وثابت. وإذا كان التفكير في عمومه فريضة إسلامية في مختلف المعارف والفنون كما يقول المجتهدون فإن البحث العلمي النظري والتجريبي هو أداة هذا الفكر . وأهم شروطه أن تمتلك المؤسسات البحثية والعلماء المتخصصون حـــرية أكاديمية تامة في إجراء التجارب  وفرض الفروض والاحتمالات واختبارها بالمعايير العلمية الدقيقة، ومن حق هذه المؤسسات  أن تمتلك الخيال الخلَّاق والخبرة الكفيلة بالوصول إلى نتائج جديدة تضيف للمعرفة الإنسانية، لا يوجههم  في ذلك إلا أخلاقيات العلم ومناهجه وثوابته، وقد كان كبار العلماء المسلمين مثل الرازي وابن الهيثم وابن النفيس وغيرهم أقطاب المعرفة العلمية وروادها في الشرق والغرب قرونًا عديدة، وآن الأوان للأمة العربية والإسلامية أن تعود إلى سباق القوة وتدخل  عصر المعرفة، فقد أصبح العلم مصدر القوة العسكرية والاقتصادية وسبب التقدم والتنمية والرخاء، وأصبح البحث العلمي الحر مناط نهضة التعليم وسيادة الفكر العلمي وازدهار مراكز الإنتاج إذ تخصص لها الميزانيات الضخمة، وتتشكل لها فرق العمل وتُقترح لها المشروعات الكبرى، وكل ذلك مما يتطلب ضمان أعلى سقف للبحث العلمي والإنساني . وقد أوشك الغرب أن يقبض بيديه على كل تقدم علمي وأن يحتكر مسيرة العلم لولا نهضة اليابان والصين والهند وجنــوب شرقي آسيا التي قدمت نماذج مضيئة لقدرة الشرق على كسر هذا الاحتكار، ولدخول عصر العلم والمعرفة من أوسع الأبواب، وقد آن الأوان ليدخل المصــريون والعرب والمسلمون ساحة المنافسة العلمية والحضارية، ولديهم ما يؤهلهم من الطاقات الروحية والمادية والبشرية وغيرها من شروط التقدم في عالم لا يحترم الضعفاء والمتخلفين.

رابعًا: حرية الإبداع الأدبي والفني

ينقسمُ الإبداع إلى إبداع علمي يتصل بالبحث العلمي كما سبق، وإبداع أدبي وفني يتمثل في أجنــاس الأدب المختلفة من شعر غنائي ودرامي، وسرد قصصي وروائي، ومسرح وسير ذاتية وفنون بصرية تشكيلية، وفنون سينمائية وتليفزيونية وموسيقية، وأشكال أخرى مستحدثة في كل هذه الفروع.

والآداب والفنون في جملتها تستهدف تنمية الوعي بالواقع، وتنشيط الخيال، وترقية الإحساس الجمالي وتثقيف الحواس الإنسانية وتوسيع مداركها وتعميق خبرة الإنسان بالحياة والمجتمع، كما تقوم بنقـــد المجتمع أحيانًا والاستشراف لما هو أرقى وأفضل منه، وكلها وظائف سامية تؤدي في حقيقة الأمر إلى إثراء اللغة والثقافة وتنشيط الخيال وتنمية الفكر، مع مراعاة القيم الدينية العليا والفضائل الأخلاقية.

ولقد تميزت اللغة العربية بثرائها الأدبي وبلاغتها المشهودة، حتى جــاء القرآن الكريم في الذروة من البلاغة والإعجاز، فزاد من جمالها وأبرز عبقريتها، وتغذَّت منه فنون الشعر والنثر والحكمة، وانطلقت مواهب الشعراء والكتّاب - من جميع الأجناس  التي دانت بالإسلام ونطقت بالعربية -  تبدع  في جميع الفنون بحرية  على مر العصور دون حرج، بل إن كثيرًا من العلماء القائمين على الثقافة العربية والإسلامية من شيوخ وأئمة كانوا هم من رواة الشعر والقصص بجميع أشكاله، على أن القاعدة الأساسية التي تحكم حدود حرية الإبداع هي قابلية المجتمع من ناحية، وقدرته على استيعاب عناصر التر اث والتجديد   في الإبداع الأدبي والفني من ناحية أخرى، وعدم التعرض لها ما لم تمس المشاعر الدينية أو القيم الأخلاقية المستقرة، ويظل الإبداع الأدبي والفني من أهم مظاهر ازدهار منظومة الحريات الأساسية وأشدها فعالية في تحريك وعي المجتمع وإثراء وجدانه، وكلما ترسخت الحرية الرشيدة كان ذلك دليلًا على تحضره، فالآداب والفنون مرآة لضمائر المجتمعات وتعبير صادق عن ثوابتهم ومتغيراتهم، وتعرض صورة ناضرة لطموحاتهم في مستقبل أفضل، والله الموفق لما فيه الخير والسداد.

    تحريراً في مشيخة الأزهر

                                       14 من  صفـــر ســنة 1433ﻫ 

           المــــــوافـق : 8 مــن يناير سـنـة  2012 م

                               شـيخ الأزهــر

                            أحمــــــد الطـيب

Partager cet article
Repost0
9 mars 2012 5 09 /03 /mars /2012 06:06

أكد علماء الأزهر والخبراء المتخصصون في دراسة الحركات الإسلامية أن الوهابية فكراً وحركة تمثل العدو الأخطر على المسلمين والعالم، وأنها لا تقل سوءاً عن الكيان الصهيوني ، لما تبثه من أفكار وسلوكيات تحض على العنف والإرهاب والكراهية وسهولة التكفير ضد كل من يخالفهم في الرأي 


أفادت رحماء أن علماء الأزهر والخبراء المتخصصون في دراسة الحركات الإسلامية أكدوا أن الوهابية فكراً وحركة تمثل العدو الأخطر على المسلمين والعالم، وأنها لا تقل سوءاً عن الكيان الصهيوني، لما تبثه من أفكار وسلوكيات تحض على العنف والإرهاب والكراهية وسهولة التكفير ضد كل من يخالفهم في الرأي، وتشوه بسلوكها الشائن المقاومة الإسلامية في فلسطين والعراق، وأنه من الواجب شرعاً مقاومة هذا الفكر وأتباعه بكافة السبل المتاحة، جاء ذلك في الندوة الإسلامية المتخصصة والموسعة التي عقدت السبت في القاهرة تحت عنوان (الوهابية: خطر على الإسلام والعالم) وشارك فيها بالأبحاث والنقاش كل من (الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن السبكي من علماء الأزهر الشريف ـ المفكر الدكتور/ أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر الشريف ـ المستشار/ أحمد عبده ماهر من كبار العلماء المتخصصين في الحركات الإسلامية في مصر ـ أ/ عبد الفتاح عساكر المفكر الإسلامي المعروف ـ د/ عبد الله السعداوي المفكر والمعارض القومي الحجازي ـ د. أحمد شوقي الفنجري المفكر الإسلامي المعروف ـ د/ علي عبد الجواد الخبير في دراسات الحركات الإسلامية) ولفيف من العلماء والخبراء، هذا وقد خلصت الندوة إلى جملة من التوصيات والنتائج كان أبرزها

أولاً: أكد الخبراء والعلماء في أبحاثهم (7 أبحاث) ومناقشاتهم أن الوهابية كدعوة وفكر تقوم على نفي الآخر وتكفيره، وأنها تهدد الأمن والسلم في كافة دول العالم الإسلامي لما تبثه من أفكار إرهابية وإجرامية شديدة الخطورة، أفكار تدفع الشباب الإسلامي إلى تكفير وإرهاب المجتمع والحكام لأوهى الأسباب، وأن العالم المعاصر لم يعان من تنظيم أو دعوة مثلما عانى من الوهابية سواء تمثلت في (القاعدة) أو في التنظيمات الإسلامية الأخرى، وأنه لولا المال السعودي لما انتشرت الوهابية ولولا النفاق الأمريكي لأمكن مقاومتها والقضاء عليها، ولكن أمريكا والسعودية تستفيدان من هذا الشذوذ الفكري المنتسب زوراً للإسلام والمسمى بالوهابية وذلك لإرهاب العالم تارة أو لابتزازه تارة أخرى.

ثانياً: أكد المشاركون في الندوة على أن الوهابية لها موقف سلبي من المرأة والعلم، والموسيقى وجميع الفنون، ومن المسيحيين بل من أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى (كالشيعة والأشاعرة وغيرهم)، وهي دعوة للجاهلية، وأغلب الموروث الوهابي قائم على الإرهاب الفكري والديني، ومخاصمة الواقع والعقل، ولذلك اعتبره البعض بمثابة (دين آخر) غير دين الإسلام، دين يدعو إلى الإرهاب والقتل باسم الله، والله منه براء، وأن ما يجري في العراق وأفغانستان بل وحتى السعودية راعية هذا الفكر من قتل وإرهاب على الهوية يؤكد أننا أمام دعوة للإجرام والقتل وليس أمام دعوة لإسلام سمح معتدل.

ثالثاً: طالب العلماء والخبراء في الندوة بضرورة إعداد استراتيجية إسلامية وعالمية ثقافية وسياسية لمقاومة الوهابية، وأنه ينبغي أن يكون للأزهر الشريف دور في ذلك لأنه مؤسسة الاعتدال الإسلامي قبل أن يتم اختراقه من الوهابية ومن يسموا بالدعاة الجدد من السلفيين المتشددين، إن الأزهر الشريف إذا عاد كمؤسسة تنويرية ووسطية معتدلة فإنها تستطيع الرد بقوة على هذا الغلو الوهابي المعادي لروح الإسلام المحمدي المعتدل.

 

 منقول عن رحماء - اتحاد طلاب العالم الإسلامی

Partager cet article
Repost0
3 mars 2012 6 03 /03 /mars /2012 08:54

 

الفيلم أعلاه هو مقطع لحوار بين الداعية بشير بن حسن و الأستاذ الجامعي محمد الطالبي, تم بثه يوم الاثنين, 20 فيفري 2012 على موجات إذاعة جوهرة أف أم

يتداول أنصار الداعية بشير بن حسن هذا المقطع على الانترنت تحت عنوان "الشيخ بشير بن حسن في مواجهة عدو الله المسمى الطالبي" أو "الشيخ بشير بن حسن يلقن العلماني الطالبي درسا قاسياً". استمعت إلى البرنامج فاكتشفت عكس ما توهم هذه العناوين البعيدة كل البعد عن الصدق و النزاهة و لكن الذي غاظني ليس هذه العناوين الملفقة من شباب متحمس لشيخ يلعب بعقولهم البسيطة, و لكن الذي غاظني هو قول المدعو البشير بن حسن في تحريفه لكلام القرآن و إلباس الحق بالباطل و تطاوله على  الأستاذ محمد الطالبي الذي يعد من أكبر المفكرين و العلماء القرآنيين الذي يستشهد بكتبه و فكره في جميع الجامعات العالمية.

:أبين في ما يلي بعض أكاذيب البشير بن حسن و  بعض تحاريفه لمفهوم القرآن

يقول بشير بن حسن أن الله أمر بالأتباع السنة النبوية و ذكر الآية : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِي - و يضيف : قال عياض و مالك و غيره أن الحكمة هي السنة وهو قول جمهور المفسرين !!!؟؟؟

لمن يتدبر القرآن و لا يمر عليه مر الكرام و يزكى نفسه بحفظه ولا يفهم معناه, يلاحظ أن مفهوم الكتاب والحكمة شيء واحد في القرآن. قال الله تعالى : وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ - هذه الآية دليل علي أن الكتاب والحكمة شيء واحد لقوله ( يعظكم به) ولو كان هناك مصدرين لقال تعالي : يعظكم بهما 

وصف الله تعالى أيضا كتابه العزيز بالحكمة في قوله تعالى: يس, وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ

كذالك يقول سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.  فهل يمكن أن نفهم من قول الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ) أن ( الحكمة ) التي أمر الله نبيه أن يدعو بها ويعظ ويجادل بها هي ما يقال عنها (السنة) المعنعنة عن فلان، عن فلان ،عن جده، عن، عن، إلى آخر العنعنات التي فيها حدثنا أخبرنا، أقول هل يمكن أن تكون هي ( الحكمة) التي أمر الله رسله بتبليغها وتعليمها للناس؟؟؟؟

يقول العالم محمد الطاهر ابن عاشور في كتابه التحرير والتنوير (ص: 210) : من تدبر القرآن وعمل به وفهم خفاياه نال الحكمة و ذكر قول الله : : وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ - ونظيرها قوله لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ.

 يقول أيضا (ص: 61) : والحكمة إتقان العلم وإجراء الفعل على وفق ذلك العلم ، فلذلك قيل : نزلت الحكمة على ألسنة العرب وعقول اليونان ، وأيدي الصينيين . وهي مشتقة من الحكم وهو المنع لأنها تمنع صاحبها من الوقوع في الغلط والضلال ، قال تعالى : كتاب أحكمت آياته ومنه سميت الحديدة التي في اللجام وتجعل في فم الفرس حكمة.

ومن يشاء الله تعالى إيتاءه الحكمة هو الذي يخلقه مستعدا إلى ذلك من سلامة عقله واعتدال قواه ، حتى يكون قابلا لفهم الحقائق منقادا إلى الحق إذا لاح له ، لا يصده عن ذلك هوى ولا عصبية ولا مكابرة ولا أنفة ، ثم ييسر له أسباب ذلك من حضور الدعاة وسلامة البقعة من العتاة ، فإذا انضم إلى ذلك توجهه إلى الله بأن يزيد أسبابه تيسيرا ويمنع عنه ما يحجب الفهم فقد كمل له التيسير ، وفسرت الحكمة بأنها معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه بما تبلغه الطاقة ، أي بحيث لا تلتبس الحقائق المتشابهة بعضها مع بعض ولا يغلط في العلل والأسباب

خلافا لما يقول بشير بن حسن (الحكمة" هي السنة), الحقيقة و المفهوم الصحيح من القرآن نفسه

الحكمة = القرآن

هذا من مفهوم الحكمة من القرآن, أما من باب العقل و المنطق, كيف يأمر الله نبيه بأتباع السنة المزعومة وهي بدعة أبتدعها المشركون بالله و بالقرآن بعد وفات الرسول عليه السلام و بعد وفات الخلفاء الأربعة؟

أيعقل أن أمر الله نبيه بأتباع شي غير موجود حين تنزيل الوحي؟؟؟

كيف يأمر الله تعالى نبيه بأتباع كتاب البخاري وهو لم يُدوّن إلا بعد وفات الرسول عليه السلام ب250 سنة؟؟؟

الثابت أن رسول الله لم يترك بعده سوى القرآن، والبخاري يعترف في أحاديثه بأن النبي ما ترك غير القرآن كتاباً مدوناً

كيف يأخذ النبي علبه السلام و الخلفاء من بعده بالسنة وقد نهى الرسول عن كتابة حديثه ولم يأذن لأصحابه أن يكتبوا عنه شيئاً؟؟؟

هذا تبين كذب و تدليس مفهوم الحكمة في القرآن لبشير بن حسن, أما ادعاءه أن الأمام مالك رحمه الله أنه قال أن الحكمة هي السنة فهو كذب و افتراء عليه كعادته, لأنه دائما ينسب فكره الوهابي المنحرف للإمام مالك ليخدع أتباع هذا المذهب على انه على مذهبهم. و حقيقة ما قال الأمام مالك رحمه الله عن الحكمة هي أنها الفقه في الدين ولم يقل أبدا أن الحكمة هي سنة النبي محمد عليه السلام . أنه من المؤسف أنه ينسب ما يقوله إلى سلفنا الصالح، ويخيل إلى الناس أنه سلفي و أنه على مذهب الإمام مالك

أما ادعاءه بأن الحكمة هي السنة بقول جمهور المفسرين, فهو افتراء عظيم عليهم, و قد سبق أن ذكرت قول العالم محمد الطاهر ابن عاشور في تفسير معنى الحكمة و لمن يريد المزيد من المعرفة فليرجع إلى كتابه التحرير والتنوير ففيه قول فصيح عن مفهوم الحكمة

يستدل كذالك البشير بن حسن بحديث الأريكة المفترى على رسول الله عليه السلام لدعم تحريفه لكلام الله : يقول حديث الأريكة 16546 فى مسند أحمد

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ

:ولنناقش هذا الحديث مع العلم أن رواية هذا الحديث ليس له سند صحيح

أولا: " أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ" : ألا يتعارض هذا الحديث مع قوله تعالى: قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا

فكيف يُؤتى الرسول مثل القرآن و الله يقول : وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ* لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ*  وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ* وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ* وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ* وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ؟؟؟

فليس هناك مثل للقرآن و من يعتقد بخلاف هذا فهو مشرك بكتاب الله 

ثانيا: " لَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ" : حشا رسول الله أن يتقوّل بمثل هذا القول و يسخر بكلام الله

 الله تعالى يقول : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. و يقول : وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. و يقول: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ, و يقول : تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ.  و أخيرا : قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

كيف يحرم و يحل رسول الله بعد ما أنزل الله عليه هذه الآيات و هو قد سبق أن تعرض بلوم الله سبحانه لأنه حرم ما أحل الله فيقول: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

فليس للرسول أن يُحرم ما أحله الله و كاتب حديث الأريكة هو من الواضح و المقطوع فيه أنه من المنافقين لأن كل ما جاء فيه يخالف القرآن و يتناقض مع عدة أحاديث مثل حديث 10662 في مسند أحمد

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ لَمْ نَعُدْ أَنْ فُتِحَتْ خَيْبَرُ وَقَعْنَا فِي تِلْكَ الْبَقْلَةِ فَأَكَلْنَا مِنْهَا أَكْلًا شَدِيدًا وَنَاسٌ جِيَاعٌ ثُمَّ رَحَلْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرِّيحَ فَقَالَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ شَيْئًا فَلَا يَقْرَبْنَا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ النَّاسُ حُرِّمَتْ حُرِّمَتْ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ لِي تَحْرِيمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ وَلَكِنَّهَا شَجَرَةٌ أَكْرَهُ رِيحَهَا.

فها هو حديث يُناقض حديث الأريكة ويُكذبه, و هذا مثال من عديد الأمثلة الموجودة في كتاب البخاري التي تتعارض مع القرآن المحفوظ و تتناقض فيما بينها و قد تكون هي ميزة كتب الأحاديث التي نهى رسول الله كتابتها: ففيها الشيء وضده وعلى الشيخ فقط أن يختار ما يهواه من رأي فيُقوي الأحاديث المُؤيدة لرأيه ويُضعِّف الأحاديث المُخالفة أو يقول إنها موضوعة أو أن أحد رُواتها يدلس الخ

يتساءل بن حسن كيف نصلى و كيف نحج إذا أنكرنا السنة؟

غريب و الله هذا السؤال!!!

كيف كان المسلمون يصلون و يحجون و يزكون بعد قبض الرسول و قبل كتابة "صحيح" البخاري الذي دُوّن بعد 250 سنة من وفات الرسول؟

و كيف وصلنا القرآن يا شيخ ؟ أليس بتواتر؟ كذالك كيفية الصلاة و الحج و كل العبادات لأن السنة النبوية الشريفة هي منهج النبي في تطبيق العملي لكتاب الله قولا و فعلا و لذلك فأننا أخذنا الصلاة تواترا عمليا و ليس قوليا عن رسول الله و بذلك يكون النبي قد بين و اظهر للناس الصلاة  المكتوبة في القرءان قال تعالى : ... إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ, فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ, ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ - و لم يكمل أي شيء لأن الله قد أكمل الدين كما قال : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً

الوهابي البشير بن حسن كذاب و محرف لمفاهيم القرآن و جاهل ولو حفظ القرآن، فمثله كمثل الحمار يحمل أسفارا، هكذا وصف الله الذين يكذبون كتاب الله و هو ليس من أهل السنة والجماعة بل هو من أهل المجسمة من أتباع أبن تيمية و محمد بن عبد الوهاب الضالين المضلين

يقول تعالى مصورا عملية التحريف : وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

إن البشير بن حسن و أمثاله من سلفيين ينطلقون أساسا من عقيدة فاسدة و باطلة وهي الاعتماد في التشريع على مصدر بشري وهو النبي البشر الذي دوّن كلامه المزعوم بعد 250 عام من وفاته للأصول في النهاية بعبادة رجال الدين المجرمين الذين صاروا يتخيلون أنفسهم مصدرا للتشريع بناء على ما يسمونه فتاوى و أجماع أهل النفاق و الكذب على الله و رسوله

يقول تعالى مفندا عقيدة هؤلاء السفهاء المتقولين على رسول الله : مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ, وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ

اللهم أرينا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارينا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

Partager cet article
Repost0
28 janvier 2012 6 28 /01 /janvier /2012 05:28

 


أولا : 
حتى نهاية العصر الأموى لم تكن هناك حركة علمية تذكر؛ كانت هناك مجالس علم متفرقة تروى شفهيا تاريخ النبى عليه السلام ووقائع الفتوحات والفتنة الكبرى بين على ومعاوية وما تلاها. فى الفتنة الكبرى الحروب الأهلية استخدم معاوية أبا هريرة فى التشنيع على (على بن أبى طالب ) بصنع أحاديث ينسبها للنبى عليه السلام. واستحدث معاوية وظيفة القصّاص (مثل وزارة الاعلام فى عصرنا )،فكان يجلس القاصّ بعد الصلاة ليحكى للناس ويخلط اقاصيصه بالتشنيع على (على ) وشيعته ومدح معاوية وآله ، بل إن معاوية فرض لعن (على ) فى خطبة الجمعة وصارت تقليدا استمر طيلة العصر الأموى لم ينقطع إلا فى خلافة عمر بن عبد العزيز. هذه الدعاية الأموية ضد (على ) والتى واكبت الحروب المسلحة بينهما قوبلت من الشيعة بحرب دعائية أخرى من خلال السبئية الأولى التى زعمت تأليه (على ) وأرست تقديس (على ) وبنيه وعصمتهم وحقهم المقدس فى الخلافة والامامة ، مع تكفير أبى بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو والزبير و أبى هريرة وفق معتقد الشيعة حتى الآن فى (التولى) لعلى وبنيه و(التبرى) من خصومه السياسيين من كبار الصحابة.إذن دارت بدايات الحركة العلمية فى العصر الأموى على الروايات الشفهية ووضع أحاديث لأغراض سياسية صاحبت الحروب الأهلية بين الصحابة ،أو ما يعرف بالفتنة الكبرى.  أى إنه منذ البداية تأسس الفكر السّنى على محورين خلط الدين بالسياسة و الكذب على خاتم النبيين ، وجعل تلك الأكاذيب ـ فيما بعد ـ وحيا الاهيا تحت اسم السّنة ، والتى أرست فيما بعد ما يعرف بالثقافة السمعية،   أى إن فلانا سمع هذا الحديث من فلان  ويروى هذا الحديث عن فلان .

 

ثانيا : توطيد الخلافة العباسية أتاح للمسلمين التعرف على منهج علمى جديد يعتمد على الفكر ثم التجربة .  فقد إنفتح  العرب والمسلمون على مدارس الفكر اليونانى فى مدن انطاكية والرها و نصيبين وحران والاسكندرية . وتم تعريب المصادر اليونانية وقامت عليها حركة علمية حقيقية احترفت التدوين وركزت على الفلسفة بمفهومها العام وقتئذ ، اى الفلسفة العقلية والطب والعلوم الطبيعية وماوراء الطبيعة مع علوم الشرع. وانتجت هذه الحركة العلمية علماء تفخر بهم الحضارة الاسلامية، نذكر منهم :

1 ـ جابر بن حيان ( 117 هـ737م ).إشتهر بالإيمان والورع وقد أطلق عليه  ألقاب "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء" و"القديس السامي التصوف" و"ملك الهند". وعرف عند الأوربيين في القرون الوسطىباسم Geber.  مارس جابر الطب في بداية حياته تحت رعاية الوزير جعفر البرمكي أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد.

2 ـ الكندي(185 هـ256 هـ805873) ويعرف عند اللاتينيين باسمAlkindusفيلسوف عراقي عربي قحطاني مسلم. وعالم موسوعي في الفلك و الكيمياء و الفيزياء و الطب و الرياضيات و الموسيقى و علم النفس و المنطق الذي كان يعرف بعلم الكلام آنذاك. كان من أول الفلاسفة المسلمين المتجولين. أشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية والفارسية. كان رائدا في الكيمياء والفيزياء والموسيقى والرياضيات وعلم النفس .

3 ـ الفارابي (874ـ  950م )  إشتهر بإتقان العلوم الفلسفة والموسيقى وصناعة الطب. يعود الفضل اليه في ادخال مفهوم الفراغإلى علم الفيزياء. تأثر به كل من ابن سيناوابن رشد.

4 ـ وقد عاش موسى بن شاكر في بغداد زمن الخليفة العباسي المأمون، وكان من المقربين من الخليفة، وقد اهتم بالفلك والتنجيم. وعندما توفي موسى بن شاكر، ترك أولاده الثلاثة صغاراً فرعاهم المأمون، ونشأ بنو موسى في هذا الوسط العلمي وأصبحوا أبرز علماء بيت الحكمة. اشتهر أبناء موسى بن شاكر( محمد وأحمد والحسن ) بتكوين فريق علمى ، وقد كان أكبرهم محمد عالماً بالهندسة والنجوم و"المجسطي"؛ وكان أحمد متعمقاً في صناعة الحيل (الهندسة الميكانيكية) وأجاد فيها، وتمكن من الابتكار فيه؛ أما الحسن فكان متعمقاً في الهندسة.كتب بنو موسى في الهندسة والمساحةوالمخروطات، والفلك، والميكانيكا، والرياضيات. ومن مؤلفاتهم: "كتاب الحيل"، وهو أشهر كتبهم، جمعوا فيه علم الميكانيكا القديمة، وتجاربهم الخاصة.

5 ـ ومثلهم الأطباء من آل بختيشوع ، وهم أسرةنبغ أفرادها فى الطب  وخدموا الخلفاء العباسيين ثلاثة قرون. أولهم جورجيوس بن بختيشوع، اشتغل في التصنيف في الطب، ورأس بيمارستانجنديسابور، وقد استقدمه الخليفة المنصور عام 765 م إلى بغداد لمعالجته وجعله طبيباً له، ثم خلفه ابنه بختيشوعفي رئاسة بيمارستانجنديسابور، واشتهر أيضاً جبرائيل وبختيشوعوابنه عبدالله بن بختيشوع، ثم جبرائيل بن عبد الله، وهم من الطائفة المسيحية العربية(السريانية) المهاجرة إلى فارس قبيل الفتح الإسلامي، هرباً من اضطهاد بيزنطة.

6 ـ وحُنَيْن بن إسحق العِبَادي عالم ومترجم وعالم لغات وطبيبمسيحينسطوري. أصله من الحيرةولد عام 194 هـ810م، لأب مسيحي يشتغل بالصيدلة. وهو مؤرخ ومترجم ويعد من كبار المترجمين في ذلك العصر، وكان يجيد - بالإضافة للعربية - السريانية والفارسية واليونانية. قام بترجمة أعمال جالينوسوأبقراطوأرسطووالعهد القديممن اليونانية، وقد حفظت بعض ترجماته أعمال جالينوسوغيره من الضياع.ينتمي حنين إلى قبيلة العبادي النصرانية. تعلم اليونانية والبيزنطية ودرس الطب في بغداد، وبرز حنين بشكل خاص في الترجمة حيث استطاع ترجمة كتب جالينوسوتعليقاته على كتب أبقراط،كما قام بتصحيح الكثير من الترجمات المعيوبة والخاطئة.وقد عينه الخليفةالعباسيالمأمونمسؤولا عن بيت الحكمةوديوان الترجمة، وكان يعطيه بعض الذهب مقابل ما يترجمه إلى العربية من الكتب. ورحل كثيرًا إلى فارس وبلاد الروم وعاصر تسعة من الخلفاء، وله العديد من الكتب والمترجمات التي تزيد عن المائة، وأصبح المرجع الأكبر للمترجمين جميعًا ورئيسًا لطب العيون، حتى أصبحت مقالاته العشرة في العين، أقدم مؤلف على الطريقة العلمية في طب العيون وأقدم كتاب مدرسي منتظم عرفه تاريخ البحث العلمي في أمراض العين. توفي في سامراء عام 260 هـ/873م. ساعده ابنه إسحاق بن حنينوابن أخته حبيش بن الأعسم.

7 ـ والبيروني في خوارزم(أوزبكستان) عاش بين (973  ـ  1048) وأطلق عليه المستشرقونتسمية بطليموس العرب. تعلم اللغةاليونانيةوالسنسكريتيةخلال رحلاته وكتب باللغة العربيةوالفارسية. كتب البيروني العديد من المؤلفات في مسائل علمية وتاريخية وفلكية وله مساهمات في حساب المثلثات والدائرةوخطوط الطول والعرض، ودورانالأرضوالفرق بين سرعة الضوءوسرعة الصوت، هذا بالإضافة إلى ما كتبه في تاريخ الهند  .اشتهر أيضا بكتاباته عن الصيدلة والأدوية كتب في أواخر حياته كتاباً أسماه "الصيدلة في الطب" وكان الكتاب عن ماهيات الأدوية ومعرفة أسمائها.

8 ـ وبرز ابن سينا (980  ـ 1037م) فى الطبوالفلسفة،عرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث ، وقد ألّف 200 كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. ويعد ابن سينا من أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراطوجالينوس. وأشهر أعماله كتاب الشفاءوكتاب القانون في الطب..

9 ـ وابن الهيثم ( 965م1040م) إشتهرباسهاماته الكبيرة فيالرياضياتوالبصرياتوالفيزياءوعلم التشريحوعلم الفلكوالهندسةوالطبوطب العيونوالفلسفةوعلم النفسوالإدراك البصري.

10 ـ والرازي (864923م)،  هو أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق كما وصفته زجريد هونكهفي كتابها شمس العرب تسطع على الغربحيث ألف كتاب الحاوي في الطبكان يضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925موظل المرجع الرئيس في أوروبا لمدة 400 عام بعد ذلك التاريخ . ودرسالرياضياتوالطبوالفلسفةوالفلكوالكيمياءوالمنطقوالأدب.

11 ـ والخوارزمي عالم الرياضياتوالفلكوالجغرافيا(780 ـ 850م )،اتصل بالخليفة العباسي المأمونورأس بيت الحكمة في بغدادوعهد اليه المأمون برسم خارطة للأرض عمل فيها أكثر من 70 جغرافيا، وله مؤلفات في ، وأهم مؤلفاته كتاب الجبر والمقابلة وقد ترجم الكتاب إلى اللغة اللاتينيةفي سنة 1135موقد دخلت على إثر ذلك كلمات مثل الجبرAlgebraوالصفر Zeroإلى اللغات اللاتينية.

12 ـ وابن رشد (1126م1198م) هو فيلسوف، وطبيب، وفقيه، وقاضي،وفلكي، وفيزيائي. دافع عن الفلسفة ضد الفقهاء المتعصبين وصحح لفلاسفة سابقين له كابن سيناوالفارابيفي فهم بعض نظرياتأفلاطونوأرسطو، وحاول التوفيق بين ارسطو وافلاطون. عمل طبيبا لأبي يعقوبخليفة الموحدينثم قاضياً في قرطبة وفى أشبيلية،وتعرض في آخر حياته لاضطهاد الفقهاء المتعصبين فاتهموه بالكفر فهرب الىمراكشوتوفي فيها.

13 ـ والإدريسي (1100  ـ 1166م). أحد كبار الجغرافيين وصاحب الخريطة المشهورة فى أوربا ، كما أنه كتب في التاريخ والأدب والشعر والنبات. 

14 ـ والزهراوي (9361013م)، اسمه في اللغات الأوروبية "Alzahravius" وكنيته إلى Abulcasis. ويعتبر أشهر جراح مسلم فيالعصور الوسطى، والذي ضمت كتبه خبرات الحضارة الإسلامية وكذلكالحضارة الإغريقية والحضارة الرومانية من قبله.  وما كتبه الزهراوي في التوليد والجراحة النسائية يعتبر كنزاً ثميناً في علم الطب، إضافة إلى وصف طرق التوليد، وطرق تدبير الولادات العسيرة، وكيفية إخراج المشيمة الملتصقة والحمل خارج الرحم وطرق علاج الإجهاض وابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت، وسبق د. فالشر بنحو 900 سنة في وصف ومعالجة الولادة الحوضية، وهو أول من استعمل آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم، وأول من ابتكر آلة خاصة للفحص النسائي لا تزال إلى يومنا هذا.وقبل أن يطوِّر العالم الحديث الحقل الطبي كان كتاب الزهراوي الطبي إلى جانب كتاب ابن سينا، يُعتبر مرجعاً في أوروبا على مدى خمسة قرون، وهي فترة طويلة في تاريخ الطب.

15 ـ وابن النفيس ( 1213 ـ 1288م) عالمموسوعيوطبيبله إسهامات كثيرة في الطب، وهومكتشف الدورة الدموية الصغرى، وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في تاريخ الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن. وعين رئيسًا لأطباءمصر.  ويعتبره كثيرون أعظمفيزيولوجييّالعصور الوسطى.  ظل الغرب يعتمدون على نظريته حول الدورة الدموية، حتى اكتشف ويليام هارفيالدورة الدموية الكبرى.  وقد درس ابن النفيس أيضًا الفقهالشافعي، كما كتب العديد من الأعمال فيالفلسفة، وكان مهتما بشكل خاص بالتفسير العقلانيللوحي. وخلافًا لبعض معاصريه والسلف، اعتمد ابن النفيس على العقل في تفسير نصوص القرآن  كما درس اللغةوالمنطقوالأدب.

16 ـ وموسى بن ميمون ( 1135–  1204) اشتهر عند العرب بلقب الرئيس موسى.  وُلِد في قرطبةتوفى في القاهرة، واشتهر بأنه أهم شخصيةيهوديةخلال العصور الوسطى. وله تصانيف شهيرة مكتوبة باللغة العبرانية. وله في اللغة العربيةكتاب "دلالة الحائرين"  وكتاب الشرائع ومقالة في تدبير الصحة وكتاب فصول في علم الطب .وهرب موسى بن ميمون من تعصب سلاطين الموحدين فيالأندلس، إلى القاهرة حيث إحتضنه صلاح الدينالايوبى  فعمل طبيبا له وأستاذاً في المدرسة التي أنشأها يهود مصر في الفسطاط لتعليم الديانة اليهودية والفلسفة والرياضيات والطب.

ثالثا : هذه مجرد أمثلة لتلك الحركة العلمية يتضح منها:

ـ إن علماءها انفتحوا على العالم يترجمون المعرفة الانسانية ويضيفون لها ، وكانوا حلقة فى التطور العلمى فى التاريخ العالمى لأنه على جهودهم قامت النهضة الاوربية التى ترجمت اعمالهم وتأسست عليها وطورتها الى ما نعيش عليه اليوم .ـ

2ـ إن حركتهم العلمية كانت بعيدة فى مجملها عن الانغماس فى السياسة.

3ـ  شمولية المعرفة لدي بعضهم من طب وطبيعيات وفلسفة الى  العلوم الشرعية.

4 ـ إنها كانت حركة علمية انسانية شارك فيها العرب وغير العرب واليهود والنصارى .

5 ـ إعتمادهم على العقل والتجربة ـ أحيانا خصوصا فى مجالات الطب والعلوم الطبيعية ، عكس الفقهاء الذين كانوا يحشون عقولهم بالروايات التى تزعم أن فلانا ( سمع ) من فلان وفق الثقافة السمعية المتخلفة و التلقينية . ولذلك اشتهر فقهاء السنة باسم ( الحشوية ) أى الذين يحشون رءوسهم بروايات دون عقل أو فهم .

5 ـ والمسلمون من أصحاب المنهج العقلى العلمى التجريبى آمنوا باكتمال الاسلام بالقرآن ، وقوله جل وعلا :(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) ( المائدة 3 ). لذا فقد رفضوا نسبة آرائهم الدينية للرسول عليه السلام ، بل نسبوها لأنفسهم لتكون قابلة للنقد والنقاش.

هذا عكس أئمة الفقه الذين نسبوا آراءهم للنبى وجعلوها أحاديث نبوية وسنّة زعموا أنها وحى الاهى ـ بل تطرف الشافعى فى (الرسالة ) وجعل تلك الأكاذيب التى نسبوها للرسول عليه السلام تنسخ أى تلغى القرآن الكريم . وبهذا ندخل على الجانب الاخر من الحركة العلمية ، وهم الفقهاء المحليون المحافظون الذين كانوا ينسبون آراءهم للنبى ويجعلونها أحاديث وسنّة . وأفظع خطأ وقعوا فيه هو ( الاسناد ) أى إسناد أقوالهم وآرائهم للنبى عليه السلام بعد قرنين وأكثر ، يزعمون أن فلانا رواها عن فلان عن فلان عن فلان...الى الصحابى فلان عن النبى . وهذا الاسناد ينافى العلم والمنهج القرآن و المنهج القضائى والطبيعة الانسانية . والتفصيل فى بحث ( الاسناد ).

رابعا :  ونعطى لمحة سريعة عن تطور الحركة الفقهيةالسّنية.

1 ـ فقد استفادت من حركة التدوين فى العصر العباسى فتحولت من الرواية الشفهية الى كتابتها فى كتب ، وبينما كان أبوحنيفة رافضا لرواية الحديث و يفتى بعقله فقد أسس مالك منهج الاسناد أى نسبة الرأى الى   الرسول ، حيث كان موطأ مالك هو أقدم كتاب مدون فى الحديث والفقه ، كما كان محمد بن اسحاق أول من كتب السيرة . وقد نشأ كلاهما فى المدينة كل منهما يعادى الآخر ، فمالك عربى ينتمى للانصار وقد ناصر ثورة محمد النفس الزكية ضد ابى جعفر المنصور العباسى مما عرضه للتعذيب على يد السلطة العباسية بعد هزيمة ثورة محمد النفس الزكية ، هذا بينما كان محمد بن اسحاق من الموالى الذين عانوا من الاحتقار من السادة العرب ، لذا أسرع ابن اسحاق بتأييد الدولة العباسية وترك المدينة ليعمل فى خدمة العباسيين ، وقد كتب من ذاكرته السيرة النبوية بتكليف من الخليفة المهدى يرسم فيها صورة للنبى عليه السلام تخالف حقيقته  فى القرآن الكريم ، وينسب له قتل الأسرى وسبى النساء والولع بالنساء وارسال فرق الاغتيال ، بنفس ما كان عليه الحال فى بداية الدولة العباسية . كما كتب مالك من ذاكرته أيضا الموطأ .

2 ـ وكلاهما ( مالك و ابن اسحاق ) زعم أنه سمع الروايات التى تم تدوينها من محمد بن شهاب الزهرى أشهر الرواة فى العصر الأموى ، حين كان الزهرى فى المدينة. وهذا كذب من مالك ومن ابن اسحاق معا . أى اختلفا وتعاديا ولكنهما معا اشتركا فى الكذب حين زعما أنهما رويا عن ابن شهاب الزهرى . ابن اسحاق لم يلتق بالزهرى ، فابن اسحاق مولود فى المدينة فى حدود 86 وهو نفس العام تقريبا الذى غادر فيه الزهرى المدينة ولحق ببلاط الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان فى دمشق يعلم اولاده ، وظل هناك يعلم أولاد الخلفاء الأمويين ولم يزر المدينة إلا زيارة خاطفة عام 106 مرافقا للخليفة هشام فى الحج ، وظل فى دمشق الى أن مات عام 124 . ومالك مولود عام 93 ، ووقتها كان الزهرى فى دمشق يعمل متفرغا فى خدمة الخليفة عبد الملك بن مروان قبل مولد مالك بنحو ثمانى سنوات. فمتى واين لقى مالك بالزهرى وروى عنه أحاديث الموطأ ؟ . إن الزهرى لم يعش فى المدينة سوى فترة طفولته ومراهقتها حين كان يأخذ العلم عن العلماء التابعين من القرشيين والأنصار، أما فترة تألقه كعالم فلم تكن فى المدينة ولكن فى دمشق ـ ولم تكن بين عوام الناس ومجالس العلم المتاحة للجميع ـ ولكن فى قصور الخلافة الأموية مستشارا ومعلما لأولاد الخلفاء، بعيدا عن عوام الناس ومجالس العلم . وفى عصر الزهرى لم يكن قد بدأ التدوين حيث سادت الرواية الشفهية للتاريخ والحديث و السيرة ثم تم تسجيلها فى العصر العباسى وكان من السابقين فى التدوين محمد بن اسحاق ( 85 : 151 ) ومالك (93 : 179 ) .وجاءت الجيل التالى ( جيل ابن اسحاق ومالك ) من العلماء فى اوائل العصر العباسى وقد تأسست شهرة الزهرى كالشأن فى كل علماء السلطة الذين يتمتعون بنفوذها و سلطانها ، مما جعل إسم الزهرى مشهورا  للعلماء اللاحقين فى عصر التدوين الذين كان يحلو لهم أن يزعموا أنهم سمعوا تلك الروايات عن الزهرى، وجاء هذا الزعم بعد موت الزهرى بعشرات السنين .

3 ـ بعد مالك نتوقف مع كتابه (الموطأ ) : مالك بن انس لم يكتب الموطأ ، ولكن مالك كان يروي الاحاديث ويسمعها منه تلاميذه ، ثم يكتبونها ، ولذا تعددت روايات الموطأ حتي بلغت نحو عشرين نسخة مختلفه ، ومنها نسخة او رواية محمد بن الحسن الشيباني التى نستشهد بها هنا ، وهى منشورة بتحقيق الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف استاذ علم الحديث ورئيس قسم السّنة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر .

محمد بن الحسن الشيبانى مع رفيقه أبى يوسف هما أشهر تلميذين لأبى حنيفة ، ولكن تنكبا طريق ابى حنيفة ، فلقد إشتهر ابو حنيفة برفض الأحاديث ورفض العمل لدى السلطة. ولكن أبا يوسف والشيبانى عملا قضاة للعباسيين والتزما بسياستها فى رواية الأحاديث ، ونعما بالثراء و السلطة بينما تعرض شيخهما أبو حنيفة للتعذيب ثم القتل بالسم  عام 150 على يد الخليفة أبى جعفر المنصور ..

ومنهج محمد بن الحسن الشيباني في روايته وكتابته لكتاب الموطأ ان يقول ( اخبرنا مالك ) ثم يذكر الرواة نقلا عن مالك. و محقق كتاب الموطأ برواية محمد بن الحسن الشيباني يدافع عن الشيباني، يقول الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف :( وكل ما وجه من الطعون في محمد بن الحسن ( الشيباني ) مردود . وقد طعن ابن معين والعجلي في الشافعي : بأنه ليس ثقة . وابن عدى في ابي حنيفة ، وابو زرعة في البخاري لقوله بخلق القرآن . ويحي بن سعيد في ابراهيم بن سعد ، والنسائي في احمد بن صالح ، واحمد بن صالح في حرملة ، ومالك في ابن اسحاق … وما من عالم من العلماء الا وقيل فيه شئ من ذلك ) ( مقدمة الموطأ ص 24 ) ونكتفي بهذا الاعتراف في اتهام ائمة الحديث والفقه لبعضهم البعض بالكذب مما ينفي عنهم العصمة والتقديس التي اضافها عليهم المتأخرون في عصور التخلف .

ومجموع احاديث الموطأ كلها ( 1008) في رواية الشيباني . و(الموطأ )هو أول كتاب فى الحديث والفقه. وقد تكاثر صنع الأحاديث بمرور الزمن حتى إن البخارى المتوفى عام 256 يقول إنه إختار أحاديث كتابه (صحيح البخارى)   من بين 700 الف حديث رائجة تمت صناعتها بعد موت مالك بسبع وسبعين عاما فقط . ثم  تضاعف عدد  الاحاديث بتوالى القرون ليصل الى ملايين فى عهد السيوطى فى القرن العاشر الهجرى.  وكلها أخذت منهج مالك فى الموطأ من حيث الاسناد للنبى عليه السلام كذبا وزورا ، ومن حيث تناقض الاحاديث مع بعضها . ونرى التناقض فى الموطأ خلال الموضوع الواحد ، ونكتفي هنا بمثال محدد : تحت عنوان ( باب الوضوء من مسّ الذكر ) أي عورة الرجل ، روى مالك 18 حديثا ، بدأ بحديثين يؤكدان علي ان مس الذكر ينقض الوضوء ، ثم 16 حديثا بعدها تؤكد كلها ان مس الذكر لا ينقض الوضوء. وهناك رواية في (الرجم) في الموطأ تحت رقم 697 ، وهي رواية كاذبة بكل المقاييس لأن مالك يرويها عن ابن شهاب ( الزهري ) الذي يروي الحديث عن النبى بنفسه ، مع ان ابن شهاب الزهري كان من التابعين ولم يدرك عصر النبي عليه السلام ، ومع ذلك نقرأ في الموطأ الاتي ( اخبرنا مالك ، اخبرنا ابن شهاب ( الزهرى ) ان رجلا اعترف علي نفسه بالزنا علي عهد رسول الله ( ص) وشهد علي نفسه اربع شهادات ، فأمر به فحدّ. قال ابن شهاب : فمن اجل ذلك يؤخذ المرء باعترافه علي نفسه .) . إن ملامح الحركة الفقهية من بدايتها تتلخص فى الكذب على الرسول ، والانغماس فى السياسة والتناقض فيما بينهم وحتى التناقض فى الكتاب الواحد . وتلا كتاب الموطأ مؤلفات الشافعى ( 150 : 204 ) :(الأم ) و ( الرسالة ) ثم مؤلفات ابن حنبل والبخارى ..وملا تلاهم فى القرنين الثالث والرابع من الهجرة ، وبعدها كتب اللاحقون على نفس النسق لتتكون المذاهب الفقهية الأربعة ، و بسبب ظروف سياسية فقد سادت الأحاديث واكتسبت لقب الٍسّنة ـ بدلا من لقب الحشوية ـ  بدءا من عصر الخليفة المتوكل الذى تولى الحكم عام 232،واشتهر بالتعصب للفقهاء وأصحاب الحديث ضد المعتزلة والشيعة الصوفية وأهل الكتاب، وخبت   بدءا من أيامه جذوة الحركة العلمية الفلسفية التجريبية.  

خامسا : انتصار الجهل الفقهى على العلم، ثم الصراع بين الجهل السنى والجهل الصوفى

1 ـ وكان طبيعيا ان يحدث التصادم بين الاتجاه العلمى الفلسفى التجريبى الذى انجب نخبة من أعظم العلماء فى التاريخ الانسانى وبين الاتجاه الفقهى القائم على الكذب والتناقض . وتدخلت السياسة بسبب حاجة الحاكم المستبد الى رجال دين فقربت اليهم فى العصور التالية الفقهاء السنيين واضطهدت من أجلهم الجميع . وعلا شأن الفقهاء الحنابلة وسيطروا على الشارع العباسى بحديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره ...) والذى اخترعوه ليعطوا لأنفسهم سلطة دينية تجعلهم متحكمين فى الناس ، وعانى منهم الجميع حتى أئمة السنيين غير الحنابلة ، ومشهور اضطهادهم للامام الطبرى بسبب خلافه معهم فى موضوع الاستواء على العرش ، وقد كتبنا فى هذا من قبل. أدى تطرف الحنابلة وتعصبهم وتدخلهم فى شئون الحكم الى تفضيل الحكام اللاحقين للتصوف ورجاله ، حيث اشتهر الصوفية بتأييد الحاكم وعدم الاعتراض عليه ورقصهم فى مواكبه ، وواكب هذا عقد الغزالى ت 505 الصلح بين السّنة و التصوف ، وقد كان زعيما للتارين معا ، ووقف ممثلا لهما ضد التيار العلمى و العقلى الذى كان يمثله ابن رشد . وأد هذا الى تقرير التصوف تحت اسم ( التصوف السنى ) وسقوط التيار العقلى العلمى .

 ثم تسيد التصوف وعلا شأن المتصوفة على الفقه والفقهاء مع بداية العصر المملوكى فى القرن السابع الهجرى، وأدى هذا الى نتيجتين : * تطور الكذب من طريقة الاسناد وروى فلان عن فلان عن النبى الى علم لدنى يزعم فيه الولى الصوفى أنه يروى مباشرة عن الله تعالى وعن النبى بزعم الكرامات والعلم اللدنى وانه يأتيه الهاتف والوحى قائلا حدثنى قلبلى عن ربى ، أو أنه يرى النبى فى المنام أو يرى رب العزة فى المنام. * أنتقام الصوفية من الفقهاء المعترضين عليهم ، أى كما اضطهد السنيون الصوفية فى القرن الثالث الهجرى اصبح الصوفية يضطهدون الفقهاء الثائرين فى القرن الثامن الهجرى كما حدث فى اضطهاد ابن تيمية ومدرسته.

2 ـ وفى العصر العثمانى إنحدر مستوى الفقهاء السّنيين فامتلآت كتبهم بتفصيلات مضحكة مؤذية كنا ندرسها فى الازهر فى المرحلتين الاعدادية و الثانوية ، مثل ( حكم من يزنى بأمه فى نهار رمضان فى جوف الكعبة ماذا عليه من الإثم ، وحكم من لعضوه الذكرى فرعان وزنى بإمرأة فى فرجها ودبرها فهل عليه حدّ واحد أم حدان ، ومن أصابه الجوع وهو فى صحراء فهل له ان يأكل لحم نبى من الأنبياء ، ومن حمل قربة مليئة بالفساء هل ينتقض وضوؤه ام لا ، ومن كان نائما على سطح فسقط على أمه فزنا بها وهو لا يعلم هل عليه حدّ أم لا ومن أدخل اصبعه فى دبر صديقه وهو صائم فهل يبطل صومه ام لا .!!؟ ). وأضحي التصوف السنى أكثر تسيدا وسيطرة فى العصر العثماني، فتأكد الاعتقاد فى كرامات الأولياء حتى المجاذيب و المتخلفين عقليا ، وارتد المسلمون الى جهل سحيق يصدقون كل خرافات الاولياء الصوفية . وتشجع شيوخ الصوفية فى العصر العثمانى فكتبوا ما شاءوا من اساطير كراماتهم وكرامات شيوخهم واثقين من ايمان العصر بهم . حدث هذا مع غياب تام للمدرسة العلمية العقلية الفلسفية التى انجبت ابن سينا و الرازى وابن الهيثم ..الخ ..!!

3 ـ ونأخذ أمثلة من كتاب (لطائف المنن) للامام الشعرانى أشهر شيوخ الصوفية فى العصر العثمانى ـ يقول ( ومما انعم الله تبارك وتعالى به على  مساعدتى أصحاب النوبة (أى الأولياء الذين يتناوبون حفظ الأرض والسيطرة عليها وفق زعم الصوفية )فى سائر اقطار الارض فى حفظ أدراكهم من برارى ومدائن وبحار وقرى و جبال ، فأطوف بقلبى على جميع اقطار الارض ... وصورة طوافى كل ليلة على مصر وجميع اقاليم الارض اننى اشير باصبعى الى أزقة جميع المدائن والقرى والبرارى والبحار وأنا أقول : الله الله الله ، فأبدا بمصر العتيقة ثم بالقاهرة ثم بقراها حتى أصل الى مدينة غزة ثم الى القدس ثم الى الشام ثم الى حلب ثم الى بلاد العجم ثم الى البلاد التركية ثم الى بلاد الروم ، ثم أعدّى من البحر المحيط الى بلاد المغرب، فاطوف عليها بلدا بلدا حتى أجىء الى اسكندرية ، ثم اعطف منها الى دمياط ثم منها الى اقصى الصعيد ثم الى اقصى بلاد العبيد ثم الى بلاد الرجر 81 وهى اقطاع جدى الخامس ، ثم اعطف الى بلاد  التكرور وبلاد السكوت ، ومنها الى بلاد النجاشى ، ثم الى اقصى بلاد الحبشة ، وهى سفر عشر سنين ، ثم منها الى بلاد  الهند ثم منها الى بلاد السند ، ثم الى بلاد الصين ، ثم ارجع الى بلاد اليمن ، ثم الى مكة ، ثم اخرج الى من باب المعلى الى الدرب الحجازى الى بدر ثم الى الصفراء ، ثم الى مدينة النبى صلى الله عليه وسلم ، فاستاذنه عند باب السور، ثم ادخل حتى اقف بين يديه صلى الله عليه وسلم فاصلى واسلم عليه وعلى صاحبيه، وأزور من فى البقيع ، ثم اقول سبحان رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين . وما ارجع الى دارى بمصر إلا وانا الهث من شدة التعب ، كانى  كنت حاملا جبلا عظيما . ولا اعلم ان أحدا سبقنى الى مثل هذا الطواف. وكان ابتداء حصول هذا المقام لى فى سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة، فرأيت نفسى فى محفّة طائرة فطافت بى سائر اقطار الارض فى لحظة ، وكانت تطوف بى على قبور المشايخ من فوق اضرحتهم ، إلا ضريح سيدى احمد البدوى وضريح سيدى ابراهيم الدسوقى رضى الله تبارك وتعالى عنهما ،فان المحفة نزلت بى من تحت عتبة كل من احدهما ومرت من تحت قبره. ولم اعرف الى الان الحكمة فى تخصيص هذين الشيخين بذلك .نفعنا الله تعالى بهما. والحمد لله رب العالمين )   (لطائف المنن والاخلاق  173 174 نشر عالم الفكر ميدان الحسين القاهرة  ).

4 ـ وفى الوقت الذى خيم فيه الجهل فى العصر العثمانى كانت اوربا تقوم بترجمة كتب ابن سينا و الخوارزمى والرازى وابن النفيس وابن رشد وغيرهم وتنشىء نهضتها على علمهم، ثم تقوم بالكشوف الجغرافية معتمدة على خرائط الادريسى و مهارة البحارة العرب ومنهم إبن ماجد وتحتل العالم الجديد ثم تلتفت الى بلاد المسلمين تحتل بلادهم . وعندما جاءت حملة نابليون تدك بمدافعها القاهرة اجتمع شيوخ الازهر فى حلقة يرتلون (صحيح البخارى ) السّنى و( دلائل الخيرات) الصوفى ، ليهزموا نابليون .

5 ـ وبدأ التفكير فى اصلاح حال المسلمين . وجاء أسوأ الحلول من نجد بالوهابية السعودية التى أحيت سبب الجهل و التخلف وسفك الدماء ، وهو الفقه الحنبلى؛ أردأ فكر للمسلمين . وجاء الاتجاه الآخر للنهضة والاصلاح بالأخذ عن أوربا وهو ما فعله محمد على ثم الخديوى اسماعيل . وقد أسفر التحديث المدنى فى مصر عن تحديث الفكر الدينى فى مدرسة الامام محمد عبده ، ولكن أطفأ سراجها تسلل السلفية الى مصر تنشر الوهابية ، ونحن الان نشقى بانتشار الوهابية ونستعيد خرافاتها الفقهية من رضاع الكبير الى التداوى ببول الابل و التبرك ببول النبى .فالحمد لله جل وعلا الذى لا يحمد على مكروه سواه .

6 ـ وفق الثقافة السمعية التى نشرها الفقهاء و الصوفية تعود المصريون تصديق كل مزاعم وخرافات السلفيين دون نقد ، لأن النقد يعنى الاتهام بالكفر والاعتراض على ما وجدنا عليه آباءنا من ثوابت ،  ووفق الثقافة السمعية التى يقوم عليها دين السّنة تعود المصريون تصديق الاتهامات  الباطلة التى يطلقها السلفيون على المفكرين المسلمين الأحرار . وخلال أربعين عاما ـ ومنذ عصر السادات ـ أرسى القائمون على نشر الثقافة السلفية الوهابية تلك الثقافة السمعية التى تصدق كل ما يقال لها دون نقد أو تمحيص .  وهم الآن يبركبون الموجة ليحكموا البلاد وليتحكموا فى العباد ..

أخيرا

أفيقوا ايها الناس  ..

بقلم: أحمد صبحي منصور

Partager cet article
Repost0
20 janvier 2012 5 20 /01 /janvier /2012 12:01

:كلمة الرسول لها في القرآن معان كثيرة هي

 الرسول بمعنى النبي: ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ - الأحزاب 40.

الرسول بمعنى جبريل: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ. وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ.وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ - التكوير 23:19

الرسول بمعنى الملائكة: ملائكة تسجيل الأعمال ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ - الزخرف 80. ملائكة الموت: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ﴾ ـ الأعراف 37

 الرسول بمعنى ذلك الذي يحمل رسالة من شخص إلى شخص آخر، كقول يوسف لرسول الملك "ارجع إلى ربك" في قوله تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ ... ﴾ - يوسف 50

الرسول بمعنى القرآن أو الرسالة، وبهذا المعنى تتداخل معنى الرسالة مع النبي الذي ينطلق بالوحي وينطبق ذلك على كل الأوامر التي تحث على طاعة الله ورسوله... فكلها تدل على طاعة كلام الله الذي أنزله الله على رسوله وكان الرسول أول من نطق به وأول من ينفذه و يطيعه

والرسول بمعنى القرآن يعنى أن رسول الله قائم بيننا حتى الآن وهو كتاب الله الذي حفظه الله إلى يوم القيامة، نفهم هذا من قوله تعالى (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ - آل عمران 101- أي أنه طالما يتلى كتاب الله فالرسول قائم بيننا ومن يعتصم بالله وكتابه فقد هداه الله إلى الصراط المستقيم. ينطبق ذلك على كل زمان ومكان طالما ظل القرآن محفوظا ، وسيظل محفوظا وحجة على الخلق إلى قيام الساعة.

و كلمة الرسول في بعض الآيات القرآنية تعنى القرآن بوضوح شديد كقوله تعالى ﴿ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ - النساء 100.

فالآية تقرر حكماً عاماً مستمراً إلى قيام الساعة بعد وفاة محمد عليه السلام ، فالهجرة في سبيل الله وفى سبيل رسوله- أي القرآن - قائمة ومستمرة بعد وفاة النبي محمد وبقاء القرآن أو الرسالة

وأحياناً تعنى كلمة "الرسول" القرآن فقط وبالتحديد دون معنى آخر كقوله تعالى ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا﴾ - الفتح 9.

فكلمة "ورسوله" هنا تدل على كلام الله فقط ولا تدل مطلقاً على معنى الرسول محمد. والدليل أن الضمير فئ كلمة "ورسوله" جاء مفرداً فقال تعالى ﴿وتعزروه وتقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا﴾ والضمير المفرد يعنى أن الله ورسوله أو كلامه ليسا اثنين وإنما واحد فلم يقل "وتعزروهما وتوقروهما وتسبحوهما بكرة وأصيلا". والتسبيح لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى وحده، ولا فارق بين الله وتعالى وكلامه، فالله تعالى أحد في ذاته وفى صفاته (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾.

ويقول تعالى ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ - التوبة 62. ولو كان الرسول في الآية يعنى شخص النبي محمد لقال تعالى "أحق أن يرضوهما" ولكن الرسول هنا يعنى فقط كلام الله لذا جاء التعبير بالمفرد الذي يدل على الله تعالى وكلامه.

إذن فالنبي هو شخص محمد في حياته الخاصة والعامة، أما الرسول فهو النبي حين ينطق القرآن وحين يبلغ الوحي ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...﴾ - المائدة 67. وفى الوقت الذي يأمر الله فيه النبي بإتباع الوحي فإن الله تعالى يأمرننا جميعاً وفينا النبي- بطاعة الله والرسول، أي الرسالة. ولم يأت مطلقاً "ما على النبي إلا البلاغ"، وإنما جاء ﴿ مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ - المائدة 99 - فالبلاغ مرتبط بالرسالة كما أن معنى "النبي" مرتبط ببشرية الرسول وظروفه وعصره وعلاقاته.

د. أحمد صبحي منصور

Partager cet article
Repost0
14 janvier 2012 6 14 /01 /janvier /2012 07:21

قال تعالى : 

وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ـ الأعراف : 180

قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ـ الإسراء : 110

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ـ طه : 8

هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ـ الحشر : 24

فما هي أسماء الله الحسنى ؟

هنالك قائمات عديدة و مختلفة لأسماء الله الحسنى و كلها محصورة في تسعة والتسعين اسماً حسب الحديث المشهور المروى عن أبو هريرة : إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، إنه وتر يحب الوتر ، من حفظها دخل الجنة، وهي : الله ، الواحد الصمد ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الملك ، الحق ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الرحمن ، الرحيم ، اللطيف ، الخبير ، السميع ، البصير ، العليم ، العظيم ، البار ، المتعال ، الجليل ، الجميل ، الحي ، القيوم ، القادر ، القاهر ، العلي ، الحكيم ، القريب ، المجيب ، الغني ، الوهاب ، الودود ، الشكور ، الماجد ، الواجد ، الوالي ، الراشد ، العفو ، الغفور ، الحليم ، الكريم ، التواب ، الرب ، المجيد ، الولي ، الشهيد ، المبين ، البرهان ، الرءوف ، الرحيم ، المبدئ ، المعيد ، الباعث ، الوارث ، القوي ، الشديد ، الضار ، النافع ، الباقي ، الواقي ، الخافض ، الرافع ، القابض ، الباسط ، المعز ، المذل ، المقسط ، الرزاق ، ذو القوة ، المتين ، القائم ، الدائم ، الحافظ ، الوكيل ، الفاطر ، السامع ، المعطي ، المحيي ، المميت ، المانع ، الجامع ، الهادي ، الكافي ، الأبد ، العالم ، الصادق ، النور ، المنير ، التام ، القديم ، الوتر ، الأحد ، الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، قال زهير : فبلغنا من غير واحد من أهل العلم ، أن أولها يفتح بقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى

رغم أن هذا الحديث قد ورد في عدة روايات كلها متخالفة و ليست ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها أحاديث ضعيفة و غريبة و فيها أسماء لا تليق لا يمكن قبولها على الإطلاق مثل المنتقم و الضار و الماكر و المذل...الخ...ولكنه شاع بين المسلمين قائمات عديدة بتسعة وتسعين أسم مختلفة لأسماء الله الحسنى. 

أغلبية المفسرين اتفقوا على أن أسماء الله الحسنى ليست محصورة في تسعة والتسعين اسماً ، وأن الأسماء الحسنى التي يجب الأخذ بها هي التي سمي بها الله تعالى نفسه في القرآن العظيم لا غير، لأن الأسماء المعروفة لدى المسلمين بأسماء الله الحسنى أغلبها موضوعة و ليست من أسماء الله تعالى التي طلب من المؤمنين أن يدعوه بها .

 أسماء الله الحسنى كما جاءت في القرآن


Partager cet article
Repost0
11 janvier 2012 3 11 /01 /janvier /2012 03:57

وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا

والافتراء هو اختلاق حديث كذبا: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ

كيف يتعامل النص القرآني مع المفترين على الله ورسله و ما هو مصيرهم بسب افترائهم، يقول سبحانه : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ *  إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ *  أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ *  ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ـ هذه الآيات من سورة آل عمران هو نذيرا للذين هجروا القرآن وأتبعوا كتب الأديان البشرية التي ملأها المفترون على الله ورسوله ونسبوا افتراأتهم إلى الوحي من عند الله. لم يستمسك رجال الدين بكتاب الله وحده بل تولوا عنه وهم معرضون ويقتلون أو يأمرون بقتل الذين يأمرون بالقسط من الناس ولم يحذروا أن تحبط أعمالهم في الدنيا والآخرة، فاغتروا بالأماني التي افتريت عليهم بأنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودات، فهل يصبروا في النار أياما معدودات؟

الذي يشرك بالله تعالى فقد افترى إثما عظيما، فهل من يشرك كتاب الله سبحانه بكتب البشر ويقدسهم لدرجة التأليه والعبودية، ينطبق عليه الوصف الذي جاء في هذه الآيات : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ـ 

وقوله تعالى : وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ * ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ـ

كتب الأحاديث و الفتاوى تشارك في التشريع وتحرم بعض ما أحل الله، وتحل بعض ما حرم الله، افتراء وكذبا على الله ورسوله مثل قولهم:  لا وصية لوارث و رجم الزاني المحصن حتى الموت و إباحة رضاعة الكبير ذو لحية وفرض الحجاب و النقاب على النساء و ختان الأنثى وتترك المرأة الصلاة والصوم أيام حيضها، وما إلى ذلك مما لا يعد ولا يحصى مما لا تهوى أنفسهم افتراء على الله ورسوله.

إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ ـ عرّف سبحانه الذين يفترون الكذب أنهم لا يؤمنون، أي أنهم كافرون بآيات الله المنزلة، لأن آيات الله الكونية لا يمكن لمخلوق أن يخلق مثلها، لذلك لا يمكن أن يكفر بها ولا أن يغير آية من آياته  ـ أما الأحاديث المكذوبة و إجماع شيوخ السوء و فتاويهم فهي يمكن أن يغيروها ويكذبوها إذا لم توافق هواهم ومصالحهم، ونلاحظ أن الله تعالى ختم على الذين يفترون الكذب أنهم الكاذبون. لذلك نجد أغلب الرواة في كتب الجرح و التعديل وصفوا بالكذب والتدليس : ما سلم أحد من التدليس لا مالك  ولا  غيره ـ علوم  الحديث  ومصطلحه  ص 179.

ليعلم من يفتري على الله الكذب، أو يدعم ذلك الافتراء ويبلغه للناس عن طريق الوعظ والخطب في المناسبات وفي صلاة الجمعة، فأن الله تعالى سوف يحمّلهم أثقالا مع أثقالهم ـ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ـ أي أن رجال الدين الوعاظ والمرشدين سوف يحملون ذنوبهم وذنوب من أضلوا ممن اتبعوا سبيلهم وأغروهم فيسحبون جميعا في النار ليخلدوا فيها جميعا : قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ

مادمنا أحياء لنا الخيرة من أمرنا أن نختار لأنفسنا ما نرضى أن يكون إليه مصيرنا، ولا نهتم بمصير السلف الأموات : تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ. ولا نهتم بمصير الأحياء منهم المصرّون على الضلال وإضلال الناس، فلا نغتر بالحياة الدنيا وزينتها فتغفل قلوبنا عن ذكر ربنا ونتبع المفترين الكذبة، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ينذرنا ملك يوم الدين فيقول: أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا * قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا.

 

هداني الله وإياكم إلى الصراط المستقيم

Partager cet article
Repost0