Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Présentation

  • : الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ
  • : Tunisie, Monde Arabe, Photographie, Art, Islam,Philosopie
  • Contact

Profil

  • الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ
  • Tant que mes jambes me permettent de fuir, tant que mes bras me permettent de combattre, nulle crainte : je puis agir. Mais lorsque mes mains et mes jambes se trouvent emprisonnées dans les fers des préjugés, alors je frissonne, je pleure...
  • Tant que mes jambes me permettent de fuir, tant que mes bras me permettent de combattre, nulle crainte : je puis agir. Mais lorsque mes mains et mes jambes se trouvent emprisonnées dans les fers des préjugés, alors je frissonne, je pleure...

Recherche

Archives

Catégories

25 août 2018 6 25 /08 /août /2018 17:32
قراءة معاصرة لآية: ((يَا أُخْتَ هَارُونَ)) مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا

لماذا قال قوم السيدة مريم لها حين علموا أنها لها غلام (يَا أُخْتَ هَارُونَ

قومها يعلمون أنها بنت عمران (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا)، ويعلمون أنها عذراء وليس لها زوج، ويعلمون علم اليقين أنها ليست أخت هارون أخ موسى لان هناك فارق زمني يستحيل منه أن تكون بالفعل أخت هارون أخا موسى، يقال إن بينها وبينه وأكثر ألف سنة ...

كيف فسر السلف معنى (يَا أُخْتَ هَارُونَ)؟

كل كتب التفاسير اتكأت على ما جاء في جاء في تفسير الطبري: "حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله (يا أخت هارون) قال: كان رجلا صالحا في بني إسرائيل يسمى هارون، فشبهوها به، فقالوا: يا شبيهة هارون في الصلاح".

كذلك جاء في صحيح مسلم وغيره عن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله إلى أهل نجران فقالوا: أرأيت ما تقرؤون يا أخت هارون. وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ قال المغيرة: فلم أدر ما أقول. فلما قدمت على رسول الله ذكرت ذلك له. فقال: ألم يعلموا أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم – اهـ.

أي أن كل التفاسير المعتبرة فسرت (يا أخت هارون) بأنه نسبة منهم لها إلى الصلاح، لأن أهل الصلاح فيهم كانوا يسمون هارون (أهل الصلاح)، وليس بهارون أخ موسى.

المشكلة أن هذا الأحاديث لا تستقيم وتتعارض مع سياق الآية، فقوله تعالى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) لا يفهم منه أنهم يقصدون الصلاح، فقولهم (لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) لا تعني أبدا أن الذي جاءت به السيد مريم منسوب إلى الصلاح بل العكس لأن (فَرِيًّا) من فعل فري: وهو القطع للإفساد وهو الشنيع في السوء، ومثله قوله تعالى (وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ)، وليس الصلاح كما قالوا ...

كذلك قول قوم السيد مريم لها: (مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) لا نفهم منه أنهم يمدحونها بالصلاح، بل بالعكس ونقيضه، فهو توبيخا لها لأنهم يعتقدون أن عملية بغاء قد حصلت، ولد نتيجتها عيسى. فقولهم (مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ) يعني ما كان أبوك رجل سوء يأتي الفواحش، وقولهم (وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) يعني ما كانت أمك زانية.

فلهذا وصف قوم السيد مريم ب (أُخْتَ هَارُونَ) لا يمكن أن يكون هو وصفا لها بالصلاح بل هو العكس، فهو إهانة وتوبيخ، لأنهم كانوا يظنون أنها أتت بأمر ليس من شأن أهلها، أي أتت بسوء ليس من شأن أبيها وبغاء ليس من شأن أمها، وخالفت سيرة أبويها فكانت امرأة سوء وكانت بغيا.

إذا وصفها بأخت هارون فهي في الحقيقة شتيمة وتوبيخ للسيدة مريم وليس مدحا بالصلاح.

ولهذا فالأحاديث الذي استشهد بها الطبري، وكل المفسرون من بعده، لا تصح لأنها تتعارض مع آيات الله، فهي حتما أحاديث موضوعة لا يمكن أن تنسب لرسول الله عليه السلام.

 

إذا، ماهو سر وصف السيد مريم بأُخْتَ هَارُونَ؟

لفهم المعنى لا بد من تدبر الآيات بعد ترتيلها، أي بعد جمع كل الآيات التي تتحدث في موضوع هارون ومريم بنت عمران، ومحاولة الربط بينهما لكشف العلاقة التي تجمع هارون بالسيد مريم.

بتدبر الآيات الذي جاء فيها ذكر هارون، يتبين أن هارون المقصود هو النبي هارون الذي أخوه موسى عليهما السلام، ولم يأتي في كتاب الله ذكر هارون إلا بهذا المعنى.

كذلك بتتبع قصة موسى وفرعون من التنزيل الحكيم، يتبين أن هارون هو أخ موسى من أمه:

قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) ((قَالَ يَبْنَؤُمَّ)) لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) – طه

(قَالَ يَبْنَؤُمَّ)، أي أن والد هارون ليس هو والد موسى.

كذلك نعلم من آيات التنزيل الحكيم أن موسى وهارون ولدا في وقت كان فيه آل فرعون يستحيون نساء بني إسرائيل ويقتلون أبناءهم:

 ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ)) اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ((يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ)) وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) – البقرة

أي كان آل فرعون يذبحون الصغار قطعا لنسل بني إسرائيل ويسبون الأمهات استعبادا لهن ويبقون الرجال للخدمة حتى ينقرضوا على سبيل التدريج.

وهذا سبب خوف أم موسى على وليدها، وليس على اخت موسى لأن التقتيل كان يطال أبناء بني إسرائيل وليس بناتهم.

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ((فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي)) إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) – القصص.

وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) – القصص

والسؤال الذي يطرح نفسه بعد تتبع أحداث قصة موسى مع آل فرعون، لماذا لم يأتي ذكر خوف أم هارون من آل فرعون ولم يُذكر الا خوفها على موسى؟

استخلصنا سابقا أن موسى وهارون ليس لهم نفس الوالد، والواضح أيضا أن والد موسى كان من بني إسرائيل لأن أمه كانت خائفة من ذبح ابنها الذي كان يطال بنى إسرائيل، فلا يبقى لدينا إلا احتمال واحد هو أن والد هارون هو من بنى آل فرعون، وليس من بنى إسرائيل، ولهذا لم يأتي ذكر خبر خوف أمه من بطش آل فرعون مثل ما حدث مع ابنها موسى.

من هنا نستنتج أن أم موسى تعرضت لاستحياء من آل فرعون، والاستحياء كما نفهمه هو الاغتصاب، وأن هارون جاء نتيجة لهذا الاستحياء لهذا كانت مطمئنة من آل فرعون على وليدها هارون، بخلاف وليدها موسى لأنه كان والده من بني إسرائيل.

هذا ما حصل تماماً مع السيد مريم وابنها عيسى المسيح، يوم جاءت قومها تحمله. فالقوم يعلمون أنها عذراء لم تتزوج، وكان أول ما خطر ببالهم، أنهم تذكروا ظهور أم موسى وهي تحمل هارون. وهذا سبب وصفهم لها بأخت هارون:

 

فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27)، ((يَا أُخْتَ هَارُونَ)) مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) – مريم

Partager cet article
Repost0

commentaires