Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Présentation

  • : الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ
  • : Tunisie, Monde Arabe, Photographie, Art, Islam,Philosopie
  • Contact

Profil

  • الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ
  • Tant que mes jambes me permettent de fuir, tant que mes bras me permettent de combattre, nulle crainte : je puis agir. Mais lorsque mes mains et mes jambes se trouvent emprisonnées dans les fers des préjugés, alors je frissonne, je pleure...
  • Tant que mes jambes me permettent de fuir, tant que mes bras me permettent de combattre, nulle crainte : je puis agir. Mais lorsque mes mains et mes jambes se trouvent emprisonnées dans les fers des préjugés, alors je frissonne, je pleure...

Recherche

Archives

Catégories

3 avril 2011 7 03 /04 /avril /2011 07:33

ليس المهم الآن البحث في أصل كلمة العلمانية ،وهل كانت ترجمة صحيحة لكلمة اللائكية الفرنسية ،لأنه من الممكن ترجمة أي كلمه إلى لغة أخرى دون التقييد بالترجمة الحرفية وإنما المهم إيصال المعنى ،وهنا كلمة العلمانية تعنى بمفهومها الاصطلاحي الأوروبي هو فصل دين الفرد والأمة عن الدولة والسياسة.

ما هو المقصود بالتعريف السالف الذكر؟ المقصود بالضبط هو سن القوانين بكل أنواعها مدني وجزائي وتجاري وغيرها ، وتنظيم الحياة السياسية من السلطة والانتخابات وشروط الواجب توفرها في رئيس الدولة والحياة البرلمانية وغيرها، وتنظيم الحياة الاقتصادية للدولة والأمة مثلا القروض والفوائد الضرائب وغيرها، ثم يأتي تباعا الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية وغيرها للدولة والأمة ،كل ذلك ينظم دون أي تدخل من الأديان المتواجدة في الدولة لأنه كما هو معروف، الأديان لها تصورات وتدخلات في الحياة العامة للأمة بكل مجالاتها المعروفة ،مثلا آية قرآنية تحدد عقوبة السارق بقطع اليد، أو إن يكون رئيس الدولة الإسلامية مسلم هنا الإسلام تدخل مثلا في القانون الجزائي والدستوري والأمثلة تطول.

إذا العلمانية لا تدخل الأديان في تنظيم حياة الأمة بالعموم، ولكن لا تمنع، وهنا المهم، الفرد من ممارسة العبادة والشعائر حسب دين كل فرد بالدولة بل تحميه وتحمي حياته الروحية الدينية.

من هذا التعريف للعلمانية يلاحظ سوء فهم الإسلاميين للعلمانية  ، باعتبارها فكر ضد الدين ويهدف لهدمه ،كيف، نعطي مثلا ؟

الإسلاميون في فرنسا مثلا يقولون إنهم ضد النظام العلماني الفرنسي ويصرحون بذلك على شاشات التلفزيون متأثرين بالفهم الخاطئ للعلمانية، مع انه ببساطة شديدة لو لم تكن فرنسا علمانية وطبقت الحكم الديني كما في القرون الوسطى ،لكانت فرنسا قد ألزمت المسلمين باعتناق المسيحية أو على الأقل تطبيق الشريعة المسيحية على المسلمين واليهود، للسبب بسيط لأنه حكم ديني لا يقبل إلا بتطبيق الشريعة المسيحية على كل سكان الدولة، فهل سيرضى يا ترى بذلك مسلمي فرنسا ؟ وهناك مثال صارخ من الماضي، انظروا محاكم التفتيش في اسبانية بعد سقوط غرناطة من أوقفها ؟ من أوقف ملاحقة المسلمين واليهود في اسبانية ؟ أنها علمانية الثورة الفرنسية قال عندها الفرنسيون للأسبان توقفوا فورا، كل انس حر بمعتقده، لابد من فصل الدين عن الدولة .....إذا العلمانية ما كانت يوما ضد الدين بل تحمي حقوق الأقليات.

ثم في النهاية يبقى السؤال الأهم، لو أردنا تطبيق الشريعة رافضين العلمانية في دولة مثل سوريا. فأي إسلام سوف نطبق، أسلام ابن تيمية الذي هو بمثابة علم للسنة ؟ وماذا يقول ابن تيمية،  يقول إن الإسماعيلية والعلوية والدروز هم كفرة يجب قتلهم وسبي نسائهم، هل نطبق فتواه باعتبار الإسلام قائم أساسا في معظم أحكامه على الإجماع كمصدر ثالث للشريعة الإسلامية ويشكل هذا المصدر العمود الفقري للإسلام المتداول حاليا؟

ثم في سوريا ماذا نقول للمسيحيين ؟ وماذا نقول للادينين ؟ ربما سوف يكون من المستوجب علينا تبشيرهم بالقتل؟

إذا أخيرا العلمانية ما كنت أبدا دعوة لمخالفة شرع الله، بل محاولة لمنع كل أصحاب دين أو طائفة من فرض دينهم أو فهمهم على الآخرين بحجة أنهم على صواب ويملكون الحقيقة النازلة عليهم من السماء ،أي الحكم الديني في بلد مثل سورية هو مشروع حرب أهلية مشروع تصفيه وقتل، والعلمانية هي مشروع تعايش إنساني الكل يحترم الآخر ويشترك الكل في تنظيم الدولة دون تدخل من الدين ،وسوريا هنا ليست إلا مثل.

 

 *  اقتباس من مقال السيد سيف الدين البحري

Partager cet article
Repost0

commentaires