يقول الله تعالى : وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى - النجم 4:3
هُوَ ) فى الآية تعود الى القرآن، أي أن الوحي هو القرآن و القرآن هو الوحي)
كثير من المسلمين يخطؤون فى فهم الوحي و هذا نتيجة عدم فهم الفرق بين النبي و الرسول فى كتاب الله تعالى
النبى هو شخص محمد بن عبد الله فى حياته وشئونه الخاصة وعلاقاته الإنسانية بمن حوله، وتصرفاته البشرية
كلام النبي ليس وحي من الله فهو كلام بشري يخطئ و يصيب، فتكون أقواله وأفعاله كأي بشر ليست ملزمة لأحد و لا تعتبر من الوحي و لا من الدين، لهذا عاتبه الله بوصفه النبي عدة مرات فى القرآن
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - التحريم 1
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا - الأحزاب 1: 3
...
و لو كان كلام النبي وحي لما عاتبه الله تعالى على أقواله و أفعاله و إلا كيف يوحى إليه ثم يعاتب على ما أوحي إليه!!!؟؟؟
إذا، ليس كل أقوال النبي هي و حي من الله تعالى، و لكن حين ينطق النبي بالوحي المنزّل، فهو رسول الله و كل أقواله هي وحي من الله تعالى : وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى - النجم 4:3 - أي أن الرسول لا ينطق بكلام من اختراعه أو اختياره لما تميل له نفسه، بل هو وحي يوحى، أي ان الرسول لا ينطق الّا بالقرآن لأن (إِنْ هُوَ) فى الآية تعود على القرآن، أي كلام الله و ليس على أي كلام نطق به النبي، و هذا بشهادة الوحي نفسه، اذ سجل القرآن جواب عن سؤال للنبي فنزل الوحي : قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ... - الأنعام 19
الله تعالى يأمر نبيه أن يقول : ... وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ ...، فنطق الرسول بالوحي و بلغ العالمين أن ما أحي إليه هو القرآن و لم يذكر شيء آخر معه، لا قول النبي ولا فعله و لا إقراره كما يعتقد المشركون بكتاب الله، و يصرون على ضلالهم على أن قول أو فعل أو إقرار النبي هو وحي من الله مثله مثل القرآن
أما كتب الأحاديث و السيرة النبوية و إجماع الأمة... و كل الكتب التى كتبت بعد وفاة النبي فى الدين فهي أقوال عباد لا تنتمى للوحي و لا يمكن اعتبارها من الدين لأنه شرك بكتاب الله. الخلط بين أقوال النبي و أقوال الرسول يؤدي الى الضلال لأن الإيمان ليس بشخص محمد النبي وإنما الإيمان بما نزل على محمد الرسول أي الرسالة و هو الحق من الله العزيز الحكيم : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ - محمد 2، و الله عز و جل أمر بإتباع الوحي : اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ - الأعراف 3، و لم يأمر أبدا بإتباع كلام و أحاديث و آراء شخص محمد عليه السلام الذي هو مطالب أن يكون أول المسلمين و قدوة للمسلمين فى إتباع الوحي : وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا - الأحزاب 2، و ما أوحي للرسول هو كتاب واحد لا ثاني له : وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ - الأنعام 155.